أقيم الثلاثاء 19/10/2022اللقاء الحواري بعنوان "كيف تفهم الآخرين من خلال فهمك لنفسك "بمقر مبادرة رعاية إنتاجية الشريك الأدبي للمبادرة مقهى حبر الثقافي وكان اللقاء برعاية جمعية البر الخيرية الشريك الاستراتيجي ومركز الجمهرة التنموية ومجموعة من الشركاء حيث قدمت أ.روضة محمد اللقاء مبتدئة"أن الحياة تكمن في تعلم الإنسان في كل دقيقة تمر عليه في حياته، فهو يتغير دائمًا خلال مراحل نموه وتطوره السيكولوجي إما إلى الأفضل وإما إلى الأسوأ، فلكل إنسان قَدر من البصيرة التي تساعده على التفكير المبدع، تلك البصيرة يمكن اكتسابها عن طريق أخذ درس من خلال المراسلة أو قراءة الكتب أو عن طريق ملاحظة تصرفات الغير في حل المشكلات، ولكي يحظى الإنسان بالبصيرة في المواقف التي تمر عليه في حياته فعليه أن يعرف منذ البداية ما يريده، ثم يدرس الموقف جيدًا ليعرف ما يترتب عليه من عقبات تمنعه من تحقيق ما يريده، وبما أن الإنسان جزء من الموقف الذي يريد معالجته، فيجب أن يبحث داخل ذاته عن العقبات التي تقف في طريقه، ويتغلب عليها ليحقق لنفسه الرضا والشعور بالسعادة
فعندما نعرف من نحن ولماذا نتصرف على النحو الذي نتصرف به، نستطيع أن نبدأ في فهم أنفسنا من الداخل، وتطوير شخصياتنا، ونتعلم كيفية التعامل مع الآخرين". وما إن تفهم كيف تُظهر أفضل ما عندك؛ سترى الآخرين من حولك بشكل أفضل كذلك. اكتشف الشخص الذي تمنيت لكي تتواصل بشكل جيد مع الآخرين يجب عليك أن تفهمهم وتفهم طريقة تفكيرهم وما يشعرون به وتتوقَّع استجابتهم في موقف معين، وقتها ستكون قادرًا على تحفيزهم والتأثير فيهم.
ولكن كثيرًا من الناس يفشلون في فهم الآخر، وترجع أسباب هذا الفشل إلى أمور عدة منها: الخوف، حيث إن الشعور بالخوف من الآخرين يكون عائقًا أمام الأشخاص لمحاولة فهم الآخرين ولو استبدلوا الخوف بالفهم لأصبحوا أكثر إيجابية، والتمركز حول الذات، إذ إنه أكبر العوائق أمام فهمنا للآخرين فلا نحاول فهم الآخر لأننا لا نرى إلا أنفسنا وصواب ما نراه نحن فقط، ولو حاولت أن ترى الأشياء من وجهة نظر الآخر لتغلَّبت على هذا العائق، وأحد الأسباب أيضًا هو الفشل في تقدير الاختلاف، فإن كل شخص يختلف عن غيره في سمات معينة تميزه، يجب التعرف عليها واحترامها وعدم محاولة أن نجعل الآخرين كما نريد نحن، وهناك بعض الأمور التي يحتاج كل إنسان إلى فهمها عن طبيعة الآخرين، ومنها أن الجميع يرغب في أن يشعر بأهميته، فإذا كانت هذه الحقيقة حاضرة في ذهنك على الدوام في أثناء تعاملك اليومي مع الناس، ستجد أسبابًا كثيرة للتصرفات الغريبة التي تحدث، ولذلك من المهم أن تعامل كل شخص تقابله على أنه أهم شخص بالعالم، والحقيقة الأخرى أن الناس لا يهتمون بقدر ما تعرفه حتى يعرفوا قدر اهتمامك بهم، ففي اللحظة التي يعرف فيها الناس اهتمامك بهم حقًّا، تتغيَّر نظرتهم ومشاعرهم تجاهك تمامًا، لذلك فمن المهم إظهار الاهتمام على الدوام مهما حدث منهم وبلا مقابل.
وتطرقت في هذا اللقاء إلى مذهب الأخلاط هو نظام طبي مفصل لتركيب وعمل الجسم البشري، التي اعتمدتها المدرسة اليونانية القديمة والأطباء الرومانيين والفلاسفة اليونانيين، المبني على الافتراض أن وجود فائض أو نقص في أي من الأربعة عناصر المتميزة السوائل الجسدية في شخص - المعروفة باسم المزاجات أو الأخلاط- يؤثر مباشرة على مزاجه وصحته، وهي المزاج الدموي والصفراوي والسوداوي واللمفي، الذي أُعتُقِد أن اختلال توازن الأخلاط، أو اضطراب الأخلاط، هو السبب المباشر لجميع الأمراض وتوسعت إلى معرفة الصفات الفريدة لكل نوع وكيفية التعامل معهم .